الصفحة الرئيسية  رياضة

رياضة الترجي: سمسرة.. شبهات وصمت جنائزي لرئيس الجمعية

نشر في  23 جويلية 2014  (13:32)

يرى الكثير من الترجيين أن رحلة نهاية الأسبوع الى ملعب الطيب المهيري بصفاقس لمواجهة نادي المكان في اطار الجولة الرابعة من دوري المجموعات في دوري أبطال افريقيا، يرون أنها ستكون أكثر من مصيرية في حياة الفريق لحساب الموسم الحالي، فاذا كان الانتصار سيوفّر الكثير من الضخ المعنوي ويهدّىء الأجواء في محيط الحديقة (ب)، فان أيّة نتيجة عدا ذلك ستخلق ضوضاء كبيرة يبقى الفريق في غنى عنها راهنا بعد مؤشرات عديدة طفت على سطح الأحداث وأكدت أن فريق أكابر كرة القدم ليس في أفضل حالاته بعد زخم المشاكل والاقالات والى ما غيره من الهنات...
وبقطع النظر عن حصاد المواجهة المرتقبة، لا بدّ من التأكيد أن ما يجري في الترجي يتطلّب كشف حقيقة التجاوزات والتي لا تحتمل مزيد الصمت الذي ينتفع به «طيور الظلام» ممن يبحثون عن مصالح ذاتية قبل اسم الترجي وغيره من الاسطوانات المشروخة التي تعودنا على استماعها من قبل «الراكبين على الأحداث» والذين تحرّكوا في أكثر من اتجاه في الفترة الأخيرة لتغيير ما أمكن في خارطة الحكم داخل فرع كرة القدم الذي ارتفعت من داخله أصوات المسؤولين بلا حدّ ولكن الاضافة تبدو غائبة الى حد الساعة..
الهنات والنقائص لم تعد مجرّد كائنات مجهرية في "المكشخة"، بلا لنقل ان انفلاتا غير مسبوق يعيش على وقعه فريق أكابر كرة القدم وهو ما سنحاول كشفه بالتفصيل في الورقة التالية للتنبيه الى خطورة ما يحدث في الفريق...

البجاوي مطرود في ليتوال .. مطلوب بشدة في الترجي

يرتقب بين الفينة والأخرى التوقيع للمدافع الأيسر للملعب التونسي حاتم البجاوي، واذا لم يطرأ أي مستجدّ فان البجاوي سينتفع من ضربة حظ غير مسبوقة بعد أن لفظه غربال «ليتوال» ليجد نفسه بعد ستة أشهر في الترجي..في صفقة لا ندري من خطّط لها ومن سينتفع منها طالما أن الاسم المذكور لا يمكن تصنيفه في قائمة اللاعبين الأفضل في خطته مقارنة بآخرين يتقدون نشاطا..لكن المسؤولان عن الصفقة والذان عادا ليتحرّكا مؤخرا هما الأدرى بحيثيات قدوم البجاوي من باردو الى الترجي باعتباره الأقرب الى خلافة خليل شمام في الخطة المذكورة رغم بعض التسريبات عن اسم لاعب تونسي ناشىء قادم من ألمانيا يدعى خليل عياد.

اكرامية اليعقوبي ترسيم شقيقه

فوجىء العديد من مواكبي الحصص التدريبية للفريق مؤخرا بقدوم لاعب الى الاختبار ومشاركته في مواجهة مولدية وهران الودية في وقت كان فيه دوسابر مطالبا بالاعداد جيدا للقاء النادي الصفاقسي وتوضيح معالم التشكيلة الأساسية.
اللاعب المشار اليه هو أمير اليعقوبي وهو شقيق محمد علي اليعقوبي المنتدب الجديد في دفاع الترجي، واذا ما كان البعض سيبرّر حضور أمير في تمارين الترجي بأنه مجرد تعامل حضاري من هيئة المدب مع اللاعب الى حين تحديد وجهته، فان الاجابة واضحة وهي أن شيخ الأندية ليس «تكيّة» حتى يجازي محمد علي أو غيره باكرام شقيقه بمثل هذه الحظوة في وقت يلقى فيه أبناء النادي تهميشا لا يطاق رغم كل ما يتشدّق به جماعة المدب عن ثورة شبان..
مصادرنا قالت ان أمير وشقيقه محمد علي ووكيل أعمالهما مهدوا للصفقة سابقا وينتظرا انضمام اللاعب الى الترجي بعد نحو غياب ناهز العامين عن النشاط الكروي اثر اصابته مع آمال النجم الساحلي..وعدم نجاحه في الترجي الجرجيسي وعجزه عن الاتفاق مع هيئة الأولمبي الباجي للتوقيع..وها أن اليعقوبي الصغير يجد نفسه «أميرا» في الحديقة (ب) تماما كما حصل منذ سنتين مع يوسف البلايلي الذي استقدم معه شقيقه الصغير وفرضه في شبان الترجي رغم محدودية امكاناته..ومع ذلك وجد طريقا الى الترسيم في ناد لم يتعوّد سابقا مثل هذه المجاملات...

ورطة ثقيلة عنوانها نجانغ

حينا كتبنا في أخبار الجمهورية منذ شهر أكتوبر في العام الفارط أن عودة يانيك نجانغ لن تكون مجدية فنيّا، فان البعض اعتبرا الكلام من جنس «التنبير» وحاججنا قولنا انذاك بالاشارة الى أن سيون السويسري تفطّن الى تزوير في عمر الكامروني وهو ما جعله يغادر سريعا سويسرا بعد أن حلّ بها منذ عام في سن الثالثة والعشرون ويغادرها في حول واحد وهو يناهز الواحدة والثلاثون بناء على الكشف الطبي الحاصل..
نجانغ عاد مهزوز المعنويات كما هو حال الدراجي وان كان الاسم الثاني يتراوح أداء بين الأخذ والعطاء..وها أن الهيئة تعجز حقّا عن التخلص من ورطة ثقيلة قوامها المهاجم الكامروني الذي عزف الجميع عن انتدابه بعد عودته بصفقة في حدود الأربعة مليارات من أموالنا...

اختبارات الأجانب ومهزلة حمزة باري

في وقت كان الأنصار يرتقبون من ادارة فريق بلغ منذ ثلاث سنوات مصاف العالمية، يرتقبون أن تكون انتداباته موجّهة ومهيكلة فنيا وماديا، ها أن المستجدات تأتي بما هو يصنّف حقا ضمن خانة المضحكات ـ المبكيات..
الترجي عاد الى اختبار الاجانب، وبعد الملغاشي فولايي ثم سيلفستر..ها أن تربّص حمام بورقيبة يكشف عن مهزلة جديدة بين دوسابر والمسؤولين عن الفرع بالسماح لمهاجم غامبي يدعى حمزة باري بالتحوّل مع الفريق الى حمام بورقيبة ومنحه فرصة أخرى لفرض نفسه بعد فشله في ذلك في الحديقة «ب» وهذا ما ولّد قناعة لدى الكثيرين بأن رائحة السمسرة بدأت تفوح حقّا في فريق كان من المفروض أن يستنجد بلاعبين قادرين فعلا على تغيير واقعه الرديء.. ولا بالالتجاء الى أنصاف الحلول بأشباه محترفين يريدون بكل الطرق تقمّص زي الترجي...

فشل على طول في هذه الملفات

قبل انطلاق موسم التعزيزات البشرية في جوان، كانت هناك عديد الملفات المهمة على أجندا حمدي المدب للاعبين قادرين فعلا على تقديم الاضافة ومنهم ياسين الميكاري وحسين ناطير وآدم الرجايبي وفهمي بن رمضان..ولكن الترجي خسر الاسمين الأولين بفعل تراخي المسؤولين وتحرّك الافريقي بقوة..ولئن سعى البعض الى «قرصنة الانتقال» في الوقت البديل، فان جدية هيئة الافريقي حسمت الملف، ويبدو لاعب «الهمهاما» بن رمضان قريبا من النجم الساحلي حتى وان طرح ملفه على الترجي سابقا ..ولكن «جهابذة» الكرة خيّروا مبدئيا حاتم البجاوي..فيما استحالت تقريبا فرضية انتقال الرجايبي الى الحديقة (ب) بما أن الترجيين غيّروا اهتمامهم الى يوسوفا مبينغي الذي تهاوى مردوده بشكل كبير مقارنة بمردوده المتوهّج قبل الاصابة..ولا ندري بأي منطق يفكّر من أراده لاعبا في الترجي؟

مسلسل النغموشي يكشف المستور

في خضم كل هذه التقلبات، خرجت بعض الأطراف لتؤلّه انجاز رياض بنور بنجاحه في تمديد عقد اللاعب وسيم النغموشي الى عامين اضافيين مع الفريق، وفي وقت كاد خلاله النغموشي يسقط من ذاكرة الترجيين تماما كمن أقنعه بالتمديد، لذلك فان هناك من وظّف الحكاية ليشعرنا أن الترجي نجح في الاحتفاظ ب»خافيير ماسكيرانو» مثلا من خطر تحويل الوجهة الى فريق منافس..وهذا مؤشر يثبت أن البعض لا يسعى حقا الا الى تضخيم صورته ولو بأنصاف الصفقات...

المدب وصمت القبور..

يبقى هذا غيض من فيض حول ما يتسم به فرع كرة القدم بالترجي من ارتباك لا مثيل له، والثابت أن ملفات أخرى بلا عدّ مازالت تحاك في الظلام الدامس من قبل من تعنيهم مصالحهم الشخصية بالطول والعرض قبل استحقاقات الترجي..ومع ذلك مازال حمدي المدب ملتزما بصمت جنائزي لا مثيل له..وقد يكون ما شجعه على التمادي في ذلك أن هناك عديد المصادح والأقلام والأصوات هي من تطوّعت لوحدها بالدفاع عن اختياراته هو والمقربين الى بلاطه حتى وان ارتكب أخطاء فادحة ستزيد في انحسار مؤشر التفاؤل والأمل لدى «المكشخين» الحقيقيين ممن يعنيهم الفريق أولا وأخيرا...

طارق العصادي